لندن تُجلي عائلات موظفيها في إسرائيل وسط تصاعد الحرب مع إيران

لندن تُجلي عائلات موظفيها في إسرائيل وسط تصاعد الحرب مع إيران
مطار إسرائيلي- أرشيف

سحبت المملكة المتحدة، اليوم الأربعاء، عائلات دبلوماسييها العاملين في إسرائيل، في خطوة احترازية تعكس تصاعد المخاوف الأمنية في ظل الحرب المحتدمة بين إسرائيل وإيران، والتي اتخذت أبعاداً عسكرية وسياسية غير مسبوقة في المنطقة.

وأكدت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان رسمي نُشر عبر موقعها الإلكتروني، أنها "استدعت مؤقتاً عائلات الموظفين العاملين في سفارتها في تل أبيب، وقنصليتها في القدس"، ووصفت الخطوة بأنها "إجراء وقائي"، دون أن توضح المدة الزمنية لهذا القرار أو الشروط اللازمة لعودة العائلات.

وطمأنت الحكومة البريطانية مواطنيها، موضحة أن السفارة والقنصلية تواصلان تقديم الخدمات القنصلية المعتادة للرعايا البريطانيين الموجودين في إسرائيل، على الرغم من تدهور الوضع الأمني.

وجاء في البيان: "السفارة البريطانية في تل أبيب والقنصلية العامة في القدس تواصلان أداء مهامهما الأساسية، بما في ذلك تقديم الدعم القنصلي للرعايا البريطانيين المقيمين أو الموجودين في الأراضي الإسرائيلية".

ولم تصدر السلطات البريطانية حتى الآن إرشادات جديدة تطلب من مواطنيها مغادرة إسرائيل، لكنها سبق أن دعتهم إلى "توخي أعلى درجات الحذر"، واتباع التعليمات الأمنية المحلية.

خلفية القرار البريطاني

يعكس القرار البريطاني المتسارع قلقاً متزايداً في العواصم الغربية من اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، بعد أسابيع من الضربات المتبادلة، واستهداف منشآت حيوية داخل إيران، فضلاً عن عمليات قصف جوية وصاروخية طالت مدناً إسرائيلية.

وكانت عدة دول أوروبية، من بينها ألمانيا وفرنسا، قد حدثت تحذيرات السفر إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، فيما قامت الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، تحسباً لأي تصعيد محتمل أو تدخل مباشر.

وأثار الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع شرارته في مايو الماضي، قلقاً دولياً واسعاً من احتمالات انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية مفتوحة.

وحذر مسؤولون أمميون ودبلوماسيون كبار من خطر انجرار أطراف إقليمية فاعلة، مثل "حزب الله" في لبنان، أو المجموعات الحليفة لطهران في العراق وسوريا، إلى ساحة المواجهة، ما قد يؤدي إلى توسيع نطاق الحرب وتعقيد الحلول السياسية والدبلوماسية.

خطوات مماثلة محتملة

رجّحت مصادر دبلوماسية أوروبية أن تحذو دول أخرى حذو بريطانيا، خصوصاً في حال استمرت المواجهات المسلحة وتصاعد التهديدات على السفارات والمقرات الدبلوماسية.

ويُنتظر أن يصدر خلال الأيام المقبلة تقييم جديد للأوضاع من قبل بعثات الاتحاد الأوروبي في تل أبيب والقدس، وسط ضغوط داخلية تطالب بعدم تعريض الدبلوماسيين وعائلاتهم لمخاطر ميدانية قد تخرج عن السيطرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية